حارس بشرطة الإمارات ينجح باختراع سيارة تعمل بالهواء
استطاع محمد محمود ولد إسماعيل ولد احود اختراع سيارة تعمل بالهواء بشكل كامل، وذلك دون الحاجات لأي من أنواع الطاقة الأخرى. وكلفته السيارة الجديدة مبلغاً تجاوز سبعين ألف درهم إماراتي، والمخترع المذكور مواطن موريتاني مقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقد نجح محمد محمود في صناعة النموذج للسيارة السالفة الذكر، والتي تعمل بدفع الهواء، وهو الإنجاز الذي سخّر له كل إمكاناته وبتمويل شخصي. وتعتبر هذه السيارة صديقة للبيئة الصحراوية، وهي لا تزال في طور التجريب والتطوير لما تحتاجه من إمكانات مادية، حيث أنّ سرعتها الحالية لا تتجاوز 40 كيلومتراً في الساعة نظرا لعدم توافر ماكينة متطورة.
يعمل ولد احود حارساً في الإدارة العامة للحراسات والمهام الخاصة بشرطة أبوظبي، وقد جاء نجاح فكرته بعد ستة أشهر عمل خلالها أكثر من 12 ساعة متواصلة يومياً.
وقد أعجبت لجنة خاصة من إدارة المهام الخاصة بالاختراع فقامت بفحص السيارة، حيث اكتشفت مزايا أخرى من ضمنها عدم ارتفاع درجة حرارة السيارة نهائياً، وأنه كلما سارت أكثر انخفضت درجة حرارتها لعدم وجود (راديتر)، ما جعلها الأكثر ملاءمة للأجواء الصحراوية.
استغرق العمل على هذا الاختراع أكثر من 6 أشهر، ويتوقع ولد احود أنه سيحقق نقلة نوعية في مجال صناعة السيارات التي لا ترتفع درجة حرارتها، وخاصةً أنّها تلاءم الجو الصحراوي، مؤكداً أنه سيغير خريطة اختراع السيارات في العالمين العربي والإسلامي، إذا ما تمت العناية به. ويبدي استعداداً للتعاون مع الجهات المعنية لتطوير الفكرة وإخراجها للوجود.
وعلل محمد محمود بطء السيارة إلى حد ما بسبب استخدامه لماكينة رخيصة الثمن، ولكن من الممكن أن تتجاوز سرعتها المائة كيلومتر في الساعة إذا ما تم تغيير الماكينة بأخرى أصلية، لافتاً إلى أن من أهم ما يميز السيارة أنها تعمل من دون بترول، وأن تبديل الزيت يتم مرة واحدة في السنة، فضلاً أن هناك خراطيم مياه وصمامات، ومفاتيح كهربائية تعمل بالتناوب لتوزيع الكهرباء في الأجزاء المختلفة للسيارة كالإشارات والإضاءة وغيرها.
وأوضح أن عشقه للسيارات دفعه إلى الدخول في مجال الابتكارات والاختراعات غير المعهودة، فبدأ يطرح على شقيقه العديد من الأفكار حتى توصل في نهاية المطاف لفكرة اختراع سيارة تعمل من دون بترول وعادم سيارات، أو (راديتر)، ولم يجد أقوى من الهواء لدفع السيارة إلى الأمام مهما كان حجمها، فبدأ في تطبيق الفكرة مستخدماً مئات الآلات والمعدات، التي كان يلقي بها جانباً حين تفشل الفكرة، حتى نجح أخيراً في تحريك سيارته ذات الدفع الرباعي إلى الأمام عبر خراطيم الهواء، والسير بها حول المنطقة بسرعة تتراوح بين 20 إلى 40 كيلومتراً في الساعة.
استأجر محمد محمود ورشة صغيرة في منطقة “المصفح” لاستكمال اختراعه، نظراً لقربها من أماكن بيع معدات السيارات، وهو يأمل أن يجد من يتبنى الفكرة لتتحول إلى مشروع اقتصادي يفيد المجتمع، ويحافظ على البيئة، خصوصاً أن السيارة لا ينبعث منها دخان لعدم وجود عادم، كما لا تكلف مستخدمها شيئاً سوى الماء والهواء وهما متوافران.
ويُذكر أنّ محمد محمود ولد إسماعيل ولد احود تخصص في مادة الرياضيات حتى الثانوية العامة، إلا أنه تحول إلى دراسة الكهرباء الصناعية في معهد التقنية العالي، بينما درس شقيقه الأكبر ميكانيكا السيارات في المعهد نفسه، ما يؤكد أن أحد أفراد العائلة يقاسمه الهواية نفسها، وأنهما إذا توافرت الإمكانات سيحدثان تغييراً جذرياً في مجال ميكانيكا السيارات.