سيارات المستقبل ونظام AR-GPS
تحدثنا في مقال سابق عن تكنولوجيا السيارات ذاتية الحركة أو السيارات الاوتوماتيك التي تتحرك بدون قيادة بشرية , وتحدثنا عن التجارب العملية التي تقوم شركة جوجل العالمية المتخصصة في برامج الكمبيوتر, والتي أثبتت أن هذا النوع من السيارات سيتواجد في المستقبل القريب. وفي هذا المقال سنقدم تجربة أخري تضيف لنا لمحة أخري عن التجارب التي تقوم بها بعض الشركات الكبري الطموحة والتي تسعي لتحقيق السبق في عالم السيارات. وكثرة هذه التجارب ونجاحها يعطينا مؤشر قوي علي قرب تواجد هذا النوع من السيارات, ونجاحها سيكون اشارة لنوع مختلف من قيادة السيارات في المستقبل, وبالتالي ستتغير مخططات الطرق وغيرها من الامور.
شركة “جي ام” فكرت جديا في تصميم هذا النوع من السيارات ورصدت لذلك ميزانية كبيرة جدا, وبدأ فريق العمل بها في تجهيز كل الادوات المطلوبة لتصميم هذه السيارة وبرمجتها وتجربتها علي الطرق. وهذه الجدية التي تعاملت بها شركة “جي ام” جعلت المراقبين يتوقعون أن تظهر هذه السيارة للعرض في اقرب وقت ممكن.
أجهزة الجي بي اس وباقي أجهزة الكمبيوتر المتوفرة الان في بعض السيارات الحديثة والتي تساعد قائد السيارة علي التحكم بشكل أفضل في السيارة أثناء الانطلاق بها في الطرق السريعة تعد تطورا ممتازا وتساعد قائدي السيارات بالفعل علي تحديد افضل للطريق امامهم وبالتالي يتمكن قائد السيارة من تجنب كثير من المشاكل, ويحصل هو وباقي ركاب السيارة علي أعلي قدر من الامان. ولكن سوف يأتي المستقبل بسيارات بها أجهزة كمبيوتر تحدد لقائدها كل شئ يتحرك أمامه وطبيعته والكيفية التي يتعامل بها سواء بشكل أوتوماتيكي أو بشكل يدوي. وسوف تعرض هذه الاجهزة كل المعلوماات علي شاشة مسطحة واضحة أمام قائد السيارة.
أفلام كثيرة من نوعية قصص الخيال العلمي والتي يظهر فيها جهاز ألي “روبوت” يتحرك مثل الانسان العادي ويحضر الاشياء ويحددها ويتعامل معها حسب برنامج مدمج في ذاكرته الالكترونية اصبح اقرب الي الواقع ومن المتوقع أن نشاهد ما كنا نتخيله ونحسبه دربا من خيال أمام أعيننا أقرب مما نتصور. التطور السريع الذي تشهده مجالات التكنولوجيا وخاصة في مجال الترفيه والالعاب الالكترونية كان مؤشرا علي امكانية حدوث ذلك ولكن كان العامل الاهم هو كيفية استغلال هذه التكنولوجيا بما يخدم الهدف الاساسي في قيادة مختلفة للسيارات في المستقبل.
والخبراء والمصممين الذين يسعون دائما لتحقيق السبق كانت لديهم الاجابة العملية عن هذه التحديات. وقاموا بدمج الاجهزة التكنولوجية الحديثة مثل اجهزة الرصد والكاميرات عالية الجودة واجهزة تحليل المعلومات والشاشات المسطحة عالية الجودة “ال سي دي”, واجهزة الذاكرة التي تحمل خرائط الطرق بشكل دقيق. واستخدموا كل هذه الاجهزة في تطوير الاداء بسيارات ستكون في صالات العرض في المستقبل القريب. ولم يكتفي هؤلاء الخبراء بدمج هذه الاجهزة كما هي بل حاولوا تطويرها لتلائم قيادة السيارات فقد أجروا تطوير علي عدسات الكاميرا حتي تعالج انكسار اشعة الشمس وتصبح الصور التي تلتقطها للطريق افضل واكثر وضوحا ودقة, وغيروا نوعية الشاشة المسطحة وطوروها لتصبح الصورة فيها اكثر نقاءا ووضوحا.
جهاز الليزر المستخدم يجعل الصور علي الشاشة اقرب الي الحقيقة تماما, وتمكن قائد السيارة من رؤية ما يقع امامه قبل ان يستطيع رؤيته في الحالات الطبيعية, فهذه الاجهزة تمكنه من التحليق بنظره عدة مترات للامام فعلا, وبالتالي لديه وقت افضل لاتخاذ القرار السليم. شركة بي ام دبليو اتخذت اجراءات لتطوير سياراتها وتركيب هذه الاجهزة فيها لعرضها علي العملاء في اقرب وقت ممكن. وقد أسمي خبراء صناعة السيارات هذا النظام الحديث بنظام “ايه ار – جي بي اس”.