سيارات السعوديين الفارهة
من أكثر الظواهر التي نشهدها في يومنا هذا بأن شوارع لندن والأحياء الراقية فيها قد أصبحت معلماً سياحياً مميزاً بسبب السيارات السعودية وبخاصة سيارات الأثرياء منهم، بحيث يتجولون في شوارع المدينة بتلك السيارات النادرة والفخمة والتي قد تبلغ قيمة بعضها إلى ملايين الجنيهات الإسترلينية.
ونقلاً عن تقرير نشرته مجلات السيارات العالمية المختلفة بأن غالبية السيارات الفارهة تحمل لوحات أرقام سعودية، وهي الأكثر مشاهدةً في شوارع لندن، في حين عدد آخر من السيارات يصل من دول أخرى من الخليج كل عام، خصوصاً في فترة الإجازات، لكن تبقى سيارات الشباب المراهقين السعوديين هي السيارات الملفتة للأنظار.
وذكرت المجلات أن السيارات كالفيراري، والبوغاتي، والرولزرويس، وكوينيجسيج أجيرا، ولامبورجيني افنتيدور، وبورش،وبنتلي، وسيارات أخرى رياضية لا تخلو منها شوارع لندن على مدى العام.
وكما تسببت سيارة (بوجاتي فيرون) لصاحبهاالشاب السعودي الثري الضجة الأكبر في لندن، فالسيارة ذات الطلاء الذي يعتبر الأول من نوعه يجمع بين ( الأسود والذهبي)، وكما أن السيارة اطلق عليها اسم الخارقة كما أسموها تفوق سرعتها القصوى 400 كيلومتر في الساعة، وكما أن عدد الشخاص القادرين على اقتنائها محدود جداًومنهم الأثرياء السعوديين فقط.
وكما أن السيارة السعودية المسجلة تحت رقم “1″ كانت بلون فيرون أبيض ولكن قد تم ارسلها إلى امارة دبي لأجراء تغيرات وتعديلات على لونها لتتحول من فيرون أبيض إلى لون الذهب والأسود, وبهذا تكون السيارة واحدة من أكثر السيارات السوبر الرياضية الملفتة للنظر في مختلف أنحاء العالم.
وقد أصبحت السيارة الذهبية حديث المجتمعات الغربية والأوربية ومحط أنطار الهواة خارج فندق دور تشستر,فقد أثارة ضجة كبيرة أثناء وقفها أمام الفندق وذلك بعد أن تجمع العديد من الناس ومحبين السيارات لالتقاط الصور بجانبها.
وقد تصاعدت الانتقادات في الصحافة الغربية لمشاهد السيارات الفخمة للخليجيين في العواصم الأوروبية,وقد قالت بعض التقارير إن هذه السيارات لا تلتزم بالقواعد المرورية وتتعمد أحياناً أن تأخذ المخالفات التي يبدو أن أصحابها لا يهتمون بقيمتها البسيطة,وكما أظهرت بعض نتائج التقارير بأن المخالفات قد وصلت لأرقام خيالية تصل حتى (٦ ملايين جنيه إسترليني).
وكما انتقد بعض الصحفيين الخليجيين هذه الصورة من البذخ المفرط والملفت في السنوات الأخيرة والتي أصبحت مخجلة لصورتنا العامة,وكما قد تصل المسألة لدرجة استفزازية, مثل أحد هؤلاء الشباب السعوديين الذي قام بشراء سيارة مصنوعة من الفخار بالكامل وكلفته ما يقارن مليوني يورو, وبالرغم من هذا المبلغ الضخم فإن السيارة قابلة للتحطم مع أبسط خدش قد يصيبها.
بالرغم من أن مثل هذه الظاهرة بدت أكثر وضوحاً بسبب الصحافة الغربية، ولكن في الحقيقة جذورها موجودة لدينا. بمعنى أن هذه السيارات لم تنبت فجأة من الأرض وفي الصيف تحديداً ثم تختفي فهي بالحقيقة امتداد لما يحدث في ثقافتنا الاجتماعية.