الازدحام المروري في السعودية مشكلة حقيقية
يُعتبر الازدحام المروري مشكلة العالم بأسره، حيث أصبحت السيارة ضرورة وأولوية لأي شخص، وقد أصبح من الصعب جداً مواكبة هذه المشكلة وإيجاد الحلول التي تحقق الرضى التام للمواطن، حيث يعاني السائق السعودي اليوم من أزمة مواقف السيارات وعدم توفر مواقف يركن بها سيارته، مما يضطره إلى الوقوف المزدوج ليضيق بذلك الطريق أمام حركة السيارات، أو ربما يركن سيارته على الأرصفة المخصصة للمشاة، ويسبب في جميع الأحوال بمشكلة مرورية.
ولعل خير شاهد يوضح لنا هذه المشكلة وآثارها هم أشخاص على احتكاك دائم مع المجتمع، فمن خلال دراسات وتواصل مع المعنيين بالأمر، تحدثوا لنا عن أزمة مواقف السيارات وبعض الحلول المقترحة لحلها، حيث أرجعوا أسباب أزمة مواقف السيارات إلى قصور في تخطيط وتوزيع مراكز الخدمات ما سبب تكدس السيارات مع عدم وجود مواقف كافية لها.
كما ساهم منح تصاريح للمحلات دون التشديد على وجود مواقف كافية لسيارات الزبائن في تزايد الأزمة، بينما كان السبب الأهم وراء تفاقم أزمة المواقف هو اعتماد السعوديين على السيارات كوسيلة نقل أساسية، وعدم استخدام الحافلات بشكل فعال كوسيلة نقل عام.
وأوضح أحدهم لنا أنه إذا قرر الذهاب إلى التسوق على سبيل المثال عليه أن يقود سيارته الخاصة لمسافة طويلة حتى يصل إلى مراده وعند وصوله سيكتشف عدم وجود موقف لسيارته وسيضطر وقتها إلى أن يخالف القوانين مضطراً ويركن سيارته في مكان يمنع الاصطفاف به “وقوف خاطئ” ويتسبب بأزمة ومشكلة مرورية حقيقية.
وبمقارنة بسيطة بين مدينة (برايتن) البريطانية التي تتسم بالتخطيط والتوزيع الذكي لمحلات ومراكز الخدمات التي تتواجد بقرب بعضها البعض،حيث لا يضطر سكان المدينة إلى استخدام سياراتهم مع وجود حافلات مخصصة تساهم بشكل رئيسي بالوصل بين مختلف الأماكن بسهولة تامة دون الوقوع بازدحام غير محسوب، حيث تُقدر وسطياً قدرة الطريق على استيعاب عدد محدد من السيارات، وأحياناً قد يمشي المرء على أقدامه للتسوق في المدينة الأمر الذي يخفف أزمة مواقف السيارات هناك.
وتتحمل الجهات المعنية مسؤولية أزمة المواقف، على الرغم من أنها تعمل بجد لمواجهة هذه المشكلة الحقيقية، حيث أعلنت أنها ستقوم بوضع خطط استراتيجية ستخفف من عواقب الازدحام للعمل على حلها، ومن المؤكد أنها ستركز على الاستثمار في وسائل النقل العام المختلفة.
يبدو أن الرؤية القاصرة عند التخطيط هي التي تؤدي لهذه الأزمة حيث يتم بناء منشآت المدن والمرافق العامة دون مواقف، وقد تفاقمت هذه الأزمة حسب الاقتصاديين بعد عام 2006 إثر تخفيض أسعار المحروقات في المملكة الأمر الذي أدى لازدياد أعداد السيارات بشكل كبير حتى أصبح أمر احتواءها في الطرق مشكلة كبيرة عدا عن مشكلة إيجاد المواقف الخاصة بها.