السيارات الصينية تسعى لموطئ قدم في السوق الإماراتية
اتخذت عدة شركات صينية مختصة بتصنيع سيارات الركاب قرارها بالدخول في المنافسة في سوق السيارات في دولة الإمارات العربية المتحدة. من بين الشركات الصينية التي قررت الدخول مؤخراً كانت شركة “غريت وول” التي اقتصرت مشاركتها في السوق الإماراتية على السيارات التجارية لفترة طويلة، إضافة إلى شركتي “سبرانزا” و”بريلينس”.
اعتمدت الشركات في قرارها على ارتفاع معدلات الاستهلاك في سوق السيارات الإماراتية سنوياً بنسبة قاربت العشرين في المئة سواء كان على صعيد الاستهلاك الداخلي أو إعادة التصدير، ما يجعل من هذا السوق في نظر الشركات الصينية بوابة لانطلاقها نحو باقي بلدان الشرق الأوسط وإفريقيا.
تأمل الشركات الصينية الحصول على موطئ قدم في هذا السوق من خلال اعتمادها على التنافس في مجالات السعر، خصوصاً وأن تجربة شركة “شيري” الصينية خلال الأعوام القليلة الماضية كانت تجربة مشجعة لغيرها من الشركات مثل شركة “بايك” أيضاً.
تبدأ شركة “غريت وول” مع مطلع العام 2014 طرح تشكيلة متكاملة من السيارات تضم سيارات صالون عادية، وسيارات كروس أوفر رياضي متعددة الاستعمالات، إضافة لسيارات كروس أوفر متوسطة الحجم. وقد اعتمدت الشركة على تجربة سابقة ناجحة في مجالات السيارات التجارية والتي حققت مبيعات قدرت ب 10% من مبيعات هذه الفئات مع زيادة سنوية بمتوسط 10% أيضاً. كما طرحت هذه الشركة سابقاً سيارتها “فلوريدا” صغيرة الحجم التي أثبتت نجاحاً لا بأس به في السوق الإماراتية.
الخطوة ذاتها اتخذتها شركة “بريلينس” في الترويج لسيارتها التي تشبه إلى حد كبير سيارات BMW X1، والتي تشرف الشركة الألمانية العريقة على عمليات تصنيعها.
تعتمد الشركات الصينية المتخصصة في صناعة السيارات على خطط الشركات اليابانية والكورية الجنوبية في العقود السابقة والتي قامت بطرح سيارات بجودة متوسطة وأسعار زهيدة لتكسب حجما كبيراً من المبيعات في الأسواق العالمية ثم الانتقال إلى مرحلة التطوير التقني والتصنيعي والاعتماد على الكفاءة والجودة. وبعد النمو الكبير الذي حققه الاقتصاد الصيني والانتشار العالمي الواسع للمنتجات الصينية ذات الجودة المتوسطة والمنخفضة ولكن بأسعارها الزهيدة لجأت الشركات الصينية مؤخراً وفي مقدمتها شركات السيارات إلى تعزيز تنافسيتها من خلال رفع معايير الجودة في التصنيع وزيادة التكنولوجيا المقدمة في منتجاتها. وبالفعل فقد حققت السيارات الصينية ثقة جيدة لدى المستهلكين في العديد من الأسواق العالمية الأمر الذي مكنها من رفع أسعار سياراتها والتي تجاوزت الضعف في بعض الطرازات مع استمرار اعتمادها من قبل المستهلكين.
تختلف دولة الإمارات العربية المتحدة عن الكثير من دول المنطقة باعتمادها معايير خاصة في ما يتعلق بالجودة والكفاءة ومواصفات السلامة والأمان عند استيراد السيارات ودخولها في السوق الإماراتية الأمر الذي يعزز ثقة المستهلك في ما يتوافر في الأسواق الإماراتية من منتجات، ويدعم التنافس في السوق بين شركات السيارات المختلفة العريقة منها والناشئة حديثاً.