الإمارات

Published on December 22nd, 2013 | by SellAnyCar.com - Team

أزمة مواقف

عندما يتحدث أحدهم عن أبوظبي، لا يمكنه إنكار أنها تعاني من أزمة حقيقية فيما يتعلق بالسيارات تتمثل في نقص حاد في الأماكن المتوفرة للوقوف وركن السيارة. فعاصمة الإمارات الهادئة لم تعد كالسابق، بل أصبحت مركزاً مزدحماً يعج بالناس والسيارات والفعاليات، فوق رقعة صغيرة نسبياً. فأبوظبي عبارة عن جزيرة، وإن كنت ممن زاروا المدينة أو عاشوا فيها فإنك تعرف المعاناة الحقيقية التي يواجهها السكان والزوار كل يوم عند البحث عن موقف للسيارة.
هناك ثماني وتسعون ألف موقف مدفوع في مدينة أبوظبي، مع المزيد منها يتوقع توافرها خلال السنوات القادمة. ولكن الكثافة السكانية التي تملأ المدينة لن تتراجع، بل ستستمر بالتزايد، وبالتالي في أحسن التوقعات لن تحل هذه المواقف الإضافية المشكلة بل ستخفف من وطأتها في أحسن السيناريوهات. فتبعاً لآخر الدراسات والأبحاث، أكثر من إحدى عشر ألف سيارة تدخل مدينة أبوظبي في ساعات الصباح الأولى بين الساعة السادسة والسابعة صباحاً، أي خلال ساعة واحدة فقط من يوم عمل خلال الأسبوع، يقودها ما بين ستة عشر ألفاً وعشرين ألفاً من الأشخاص.
بدأت المشكلة بالتفاقم عندما تم فرض نظام جديد في عام 2009، وبالرغم من أن هيئة المواصلات قد قدمت ما يقارب عشرة آلاف وخمسمئة موقف جديد في العاصمة خلال السنوات الأربع الماضية، إلا أن المشكلة لم تحل وتبدو أنها تتجه نحو عقدة صعبة. ولكن هيئة المواصلاتتخطط لإضافة عشرة آلاف وخمسمئة موقف إضافي آخر قبل حلول 2016 لاستيعاب الكثافة السكانية الكبيرة. كما أن خمس بنايات متعددة الطوابق والمخصصة لركن السيارات قد حظيت بموافقة حكومة أبوظبي وقد تمبد العمل بها، ومن المتوقع أن تزيد ما يقارب ألفي موقف جديد لصاحبي السيارات.
إن أفضل تشبيه يمكن ربطه بأزمة مواقف مدينة أبوظبي هو محاولة شخص سمين أن يلبس سترة ضيقة. لا يمكن إنكار أن نظام مواقف عمل على تنظيم شوارع المدينة وتنظيفها من السيارات المخالفة والتي تسد الطريق على غيرها من السيارات، إلا أنه لم يوفر حلولاً بديلة قادرة على استيعاب الكثافة السكانية للمنطقة. كما أن المشكلة التي تصاحب أزمة المواقف، أن معظم السكان عادة عندما يجدون ضالتتهم ويحالفهم الحظ في ركن سيارتهم، عادة ما يكون ذلك على بعد عدة مبانٍ من منزلهم، مما يستغرقهم خمسة عشر دقيقة أو حتى عشرون دقيقة مشياً على الأقدام حتى يصلوا إلى البيت بعد يوم طويل وشاق من العمل، وعليهم أن يمشوا المسافة نفسها في صباح اليوم التالي لذا يضطرون للاستيقاظ أبكر من المعتاد حتى لا يتأخروا على عملهم.
من الصعب التنبؤ كيف يمكن أن يحل موضوع مواقف السيارات في أبوظبي، ولكنها بالتأكيد تظل مشكلة تستقطب الكثير من الانتباه بسبب المعاناة التي يمر بها السكان يومياً. ولعل طرقاً جديدة ومبتكرة ستظهر قريباُ، مثل مشروع الروبوتات المخصصة لركن السيارات والمكونة نفسها من عدة طوابق.


About the Author



Leave a Reply

Back to Top ↑