توجه المصنعين لإنتاج سيارات هجينة في تزايد
في كل عام وفي كل معرض سيارات يقام, نجد العديد من الموديلات الحديثة للسيارات من مختلف المصنعين, لكن يبدو أن هناك توجه جديد ومتسارع لإنتاج سيارات صديقة للبيئة أكثر في العالم في ظل التلوث الكبير الذي تعاني منع الكرة الأرضية وما يلحق بذلك من أخطار بيئية وصحية. حيث أن هذه السيارات تخفض من الانبعاثات الملوثة ومن استهلاكها للوقود وبالتالي ستحقق مزيد من المبيعات مستقبلاً.
أول من بدأ سباق إنتاج السيارات الهجينة هم اليابانيون، الذين جعلوا السيارة الهجينة (هايبريد) كلمة شائعة، واصلوا إضفاء صبغة خضراء على طرازاتهم. فشركة تويوتا، التي تعتبر رائدة “الهجائن” بسيارتها “بريوس”، ما زالت تحتل المركز الأول في هذا المجال. وقد عرضت سيارتها “هايبريد إكس” ذات المقاعد الأربعة، ما يشير الى اتجاهات تصميمية مستقبلية لمجموعة طرازاتها التي تجمع بين محرك كهربائي وبطارية ومحرك احتراق تقليدي، لخفض استهلاك الوقود.
شركة هوندا أيضاً عرضت سيارة هايبريد رياضية صغيرة، في مسعى الى تبديد فكرة أن السيارات الرياضية تلتهم الوقود حُكماً.
وبعكس الاتجاه السائد في صناعة السيارات، جعلت شركة مازدا سيارتها “مازدا 2” أصغر من سابقتها، مما يساهم في توفير الوقود.
شركة دايهاتسو أنتجت نسخة “ايكولوجية” من سيارتها الصغيرة “كيور” تنفث 99 غراماً فقط من ثاني اوكسيد الكربون في الكيلومتر، ما يقل كثيراً عن الحد الأقصى البالغ 120 غراماً في الكيلومتر الذي اقترحته المفوضية الأوروبية كمعدل وسطي بحلول سنة 2012، نزولاً من 163 غراماً لكل كيلومتر كمعدل حالي.
وأنتجت شركة أودي نسخة مقتصدة من سيارتها “A3” المزودة بمحرك ديزل 1,9 ليتر تطلق فقط 120 غراماً من ثاني اوكسيد الكربون في الكيلومتر.
حتى بعض الطرازات الأوروبية المعروفة بمحركاتها القوية باتت تستلهم “الروح الخضراء” بانتاج سيارات أصغر حجماً.
فقد عرضت شركة “ايتالديزاين ـ جوجيارو” سيارة سباق بمحرك من ثماني اسطوانات يحرق الهيدروجين ولا ينفث إلا بخار الماء، ويجلس المرافق خلف السائق.
لكن كبار مسؤولي صناعة السيارات غير مقتنعين بأن المستهلكين على استعداد لدفع تكاليف اضافية لشراء سيارات فائقة النظافة ما لم تقدم الحكومات حوافز ضريبية مشجعة. وقال رئيس فرع ميتسوبيشي في أوروبا تيم توزير: “في الواقع، ليس هناك اتجاه حقيقي للمستهلكين نحو السيارات التي تبلغ انبعاثاتها من ثاني اوكسيد الكربون 130 غراماً في الكيلومتر مثلاً”. وترى شركات، مثل بورش وأودي، أن السياسيين يخدعون أنفسهم إذا ظنوا أن بإمكانهم فرض حدود قصوى موحدة للانبعاثات في حال لم يعتمد صانعو السيارات الاوروبيون الأهداف الطوعية لهذه الانبعاثات.
صانعو السيارات الألمان، الذين يوجه اليهم النقد أحياناً لانتاجهم سيارات مسرفة في استهلاك الوقود، سلطوا الضوء على محركاتهم الهجينة وعرضوا تكنولوجيات تتحكم بالانبعاثات.
مرسيدس ـ بنز التابعة لشركة دايملر كرايزلر كشفت النقاب عن تكنولوجيتها الزرقاء (BlueTec) عارضة محركاً بقوة 170 حصاناً يمكن تشغيله بنحو 5,5 ليترات من وقود الديزل في كل 100 كيلومتر. وقال توماس ويبر، عضو مجلس ادارة دايملر كرايزلر: “سنطلق سيارة دودج هجينة سنة 2008، وسوف ننتج أول سيارة هجينة من نوع مرسيدس ـ بنز سنة 2009”.
وعرضت بي إم دبليو سيارة من سلسلة “1-series” مزودة بنظام يلتقط الطاقة الناتجة عن الفرملة وينقلها الى البطارية للمساعدة في زيادة السرعة. ومحركها الذي تبلغ قوته 143 حصاناً ينفث 123 غراماً من ثاني اوكسيد الكربون في الكيلومتر. وأكدت بي إم دبليو انخراطها مع شركتي جنرال موتورز ودايملر كرايزلر في انتاج محركات هجينة متطورة، اضافة الى عملها الخاص على طاقة الهيدروجين، “لكن المشترين لن يشهدوا هذه التكنولوجيا عملياً في القريب العاجل”.
وكانت شركتا دايملر كرايزلر وفورد وشركة مان لصنع الشاحنات أعلنت العام الماضي مشروعاً مشتركاً مع شركتي شل هيدروجين وتوتال فرانس، لتطوير سبل استعمال الهيدروجين كوقود للشاحنات في أوروبا.
في هذه الأثناء، كشفت جنرال موتورز عن محرك توربو ـ ديزل V-6 سعة 2,9 ليتر يمتاز بتكنولوجيا جديدة للحقن والاحتراق تخفض الانبعاثات من دون اعاقة الأداء. المحرك الذي تبلغ قوته 250 حصاناً سوف يباع أساساً في أوروبا.
و الآن أصبح السباق عالي الوتيرة بين المصنعين لإنتاج السيارة الهجين المناسبة لطموحات السائقين و دعاة حماية البيئة أيضاً.